الصفحـــــــة الرئيـســـــــــة

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

تكست - العدد السادس:نزهة الجسد في ظل النهار قصيدة للشاعر واثق غازي


نزهة الجسد في ظِل النهار

* واثق غازي


في الـصـبـاح ِالبـاكـرِ جـداً

تـَفـَصـَّدَ د ِفءُ الـغـرفـةِ نـُهـرانـاً

بـيـن أعـالي شـجـرِ الـيو كـالبتوس

ونـافـذتـي .

بَـسـَمْ :

تـَلتـحِـفُ إزارَ السَّـريـر

تـُمـرِّر أنـامـلـهـا نـاحيـة العـطـرِ

العـطـر ُ

يـلهـو بأركـيلـةِ الجـأشِ

مـُدلِـفــاً خـيـالهُ فـيـمـا يـريـد .

بَـسـَم :

تـُرخـي إزارَ السـَّريـر

المُـمسِـك

مـا أَمـكـنـهُ ..

تـَفـِح ُ بوجـهـي نـأمـَتـهـا :

فـأسـتـغـفـرُ نـَظـرةَ (فـان كـوخ )

في الـركـن ِ كـليـلـة ً

تـَفـِحُ بـوجـهِ الـمـكـان .. فـيـلوذ ُ بـي

تـَفـِح ُ بـوجـهِ الزجـاج

فـتـشـي غـضـارتـهـا بـمـا يُد َوِّنُ .

مـِن تـحـتـِنـا :

الطـريـقُ تـمـاوجَ عـلى أكـتـافـِهـا مـِعـْطـَفُ الرَذاذ ْ ..

تـُوكـِئ رأسـهـا لـصـغـارِ السـيـسـبـان

نجمةٌ تـَقـضـَّت اللـيـل فـاغـرة الـفـمِ

بـَسـَمْ

تـَهـدرُ ظِـلَّـهـا فيضيء .

بـتـعـالـيـهِ ..

بـتـجـلـيـه ..

تـوقـض الأشـيـاءَ بـمشـيـئـة ِ الـنّهـدِ

بـمـا يـشـتهـي .

الشـمـسُ تـخـاتِـلُ دِثـارَ الـصـبـاح

بـَسـَمْ

تـنـفـضُ إزارَ السَّـريـر .

توقِـن ُ الـكـلمـات مـا تـرتـضـيـهِ

عـن طـيـب ِ خـاطـره ِ يـُذعـِنُ الوضـوحْ

لـذائـذ َ

تـَنـْسـَرِبُ عـَبـرَ مـسـاربَ الجـُدرانِ .

بـَسـَمْ :

تـَعـِدُّ الـشَّـايَ وتـَدَّعـي :

إنـَّهـا تـَسـبـقُ " ولاّدَةَ " بـقـبـلـتـيـن

وَتـصـِرُّ أنَ لاأحـَدَ مـِنـهـا إسـتـكـفـى

ولا أحـد آمـاط سـلـسـالا عن خـصـرِهـا

إلا أنـا .

بـَسـَمْ :

تـُشـاكـِسُ "الجـنـز َ " عـن سـِعـَةِ صـَدْره ِ

وهـي تـَشـكُ كـنـزَتـهـا الحـمـراء

دُبـوس َ مـِيــِدوزا .

بـَسـَمْ :

تلاءم قـمـصـانـي بـمـا

يـُمـازجُ سـُمـرَتـي

وإسـتـبـداد بـيـاضـِهـا

بـَسـَمْ :

تـَعـرِفُ أن الـحـصـى يـَسـتـَمـعُ

وأنَ نـُدوبَ الأرضِ

عـن هـيِّـف ٍ تـغـاويـنَ الـخُـطـى ..

فـَتـُرد ِفُ ضـاحـِكـةً

وهـل يـرى ؟! ..

تـُسـابــِقُ إرتـجـاف َ خـُصـلاتـهـا

لـتـنـزوي عـن أعـيـن ِالـنـّاسِ إلـيَّ

وتـرتـمـي قـبـل إختلاج الـبـاص بـسـُعـْلاتـهِ

بـكـامـلِ هـيـبـةِ الـوركِ الـنـحـيـفْ .

بـَسـَمْ :

تـوقـِف ُ الـنـهـارَ عـِنـد الأشـارة ِ الحـمـراءْ

لـتـبـتـديـهِ

في الـصـبـاحِ الـباكـر جـداً

جـَسـَد يـَسـيـلُ

خـَلـفَ نـافـذةٍ تـعـلو سريرا

تـزاحـمـت عـلـيــه في غـيـابـهـا

مـجـامـر ُ الـبَـخـورِ

بأيـدٍ تـُصـلي

وملائـكـةٍ تـدورْ . . .

* شاعر عراقي





العـودة للصفحة الرئيسة - العددالسادس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق