قصيدتان
أبيض هو الليل
مجيد الموسوي
أُريد أن أمسك بعصا الشعر
وأقود خرافي في مراعي الزمان
تماماً مثلما يصنع القدّيسون
أو أولئك الذين
تتنزل الملائكة
بغتة ً
على قلوبهم !
. . . . . .
. . .
أَترى
من يرى مثلما أرى :
العالم الذي يستيقظ ُبعدَ سُبات ٍ
لينفضَ الندى عن جفنيه ِ
ويناديني
(أيها الديك البريّ
أيها الطائر الأبدي:). .
هكذا يشرع النهار بالتدّفق
وتخطف الكائنات
نبضاتها الأولى..
وغداً
أو بعد غدٍ
حين ترفع سفينة الزمن
شراعها الأبيض
أقبل حاشية الأرض ِ
من دون ندم ٍ
ومن دون
غلواء !
. . . . . .
. . . .
ودمعة إثر دمعةٍ
ثم تشرق الروح بالنحيب !
وهنالك يُسلمني – الأبيض الغامض ُ
الأبيض الدفـّاق
الأبيض ألغابي
الأبيض الشاسع
الأبيض الصقيل
ويتمدد بي إلى ما لا نهاية
مرتبكاً ومشوشاً ومترفقاً .
إلى فيافيهِ السماوية . . .
. . . . . . . . . .
. . . . .
لينبئني
بيضاء هي الورقات
وأبيض هو الليل
وكذلك أبيض
هو الكفن ! . . .
وأخيراً
يحملُ الليل بقاياي:
قميصاً دون أزرار
وزهراً يشبه ألليلك
زهراً يقطر الثلج
وزهراً يقطر الدمع
وزهراً يقطر
الخوف !
أَخيراً
يحمل النعش
إلى المثوى
بعيداً. . . . . !
من النافذة: صباحاُ
ثلة ٌ من زرازير مهاجرة
وطائر الشقرّاق
ينوح
أو يتناسلُ
بين أغصان شجرة الرمّان
. . . . . . .
. . . . .
وفي خفق أشرعة الشفق الأول
يصيرُ النهار موجة ً
يتأرجّحُ فيها
زورق !
. . . . .
. . . .
زورقك أيّها الشاعرُ المجنون
ينساب بلا دفـّةٍ
في خليج الروح
جانحاً ومغامراً
عارفاً أنَّ النهاية ـ والبداية أيضاً ـ
محض أوهام !
. . . . . . .
. . . . . .
ومن النافذة : صباحاً
وبروح الناسك الأولى
أرقب الكائنات كلها
وهي تخترق روحي : ذاهبة ً آيبة
وأنا أتقلّب على جنبيَّ
كما لو كنت ُ
أولدُ
للتو . . . !
2010
البصرة
من مخطوطة " ما لا يشبه الكلام الأول "
* شاعر عراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق