الصفحـــــــة الرئيـســـــــــة

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

تكست - العدد السادس: قصيدتان للشاعر مجيد الموسوي


قصيدتان

أبيض هو الليل

مجيد الموسوي

أُريد أن أمسك بعصا الشعر

وأقود خرافي في مراعي الزمان

تماماً مثلما يصنع القدّيسون

أو أولئك الذين

تتنزل الملائكة

بغتة ً

على قلوبهم !

. . . . . .

. . .

أَترى

من يرى مثلما أرى :

العالم الذي يستيقظ ُبعدَ سُبات ٍ

لينفضَ الندى عن جفنيه ِ

ويناديني

(أيها الديك البريّ

أيها الطائر الأبدي:). .

هكذا يشرع النهار بالتدّفق

وتخطف الكائنات

نبضاتها الأولى..

وغداً

أو بعد غدٍ

حين ترفع سفينة الزمن

شراعها الأبيض

أقبل حاشية الأرض ِ

من دون ندم ٍ

ومن دون

غلواء !

. . . . . .

. . . .

ودمعة إثر دمعةٍ

ثم تشرق الروح بالنحيب !

وهنالك يُسلمني – الأبيض الغامض ُ

الأبيض الدفـّاق

الأبيض ألغابي

الأبيض الشاسع

الأبيض الصقيل

ويتمدد بي إلى ما لا نهاية

مرتبكاً ومشوشاً ومترفقاً .

إلى فيافيهِ السماوية . . .

. . . . . . . . . .

. . . . .

لينبئني

بيضاء هي الورقات

وأبيض هو الليل

وكذلك أبيض

هو الكفن ! . . .

وأخيراً

يحملُ الليل بقاياي:

قميصاً دون أزرار

وزهراً يشبه ألليلك

زهراً يقطر الثلج

وزهراً يقطر الدمع

وزهراً يقطر

الخوف !

أَخيراً

يحمل النعش

إلى المثوى

بعيداً. . . . . !





من النافذة: صباحاُ



ثلة ٌ من زرازير مهاجرة

وطائر الشقرّاق

ينوح

أو يتناسلُ

بين أغصان شجرة الرمّان

. . . . . . .

. . . . .

وفي خفق أشرعة الشفق الأول

يصيرُ النهار موجة ً

يتأرجّحُ فيها

زورق !

. . . . .

. . . .

زورقك أيّها الشاعرُ المجنون

ينساب بلا دفـّةٍ

في خليج الروح

جانحاً ومغامراً

عارفاً أنَّ النهاية ـ والبداية أيضاً ـ

محض أوهام !

. . . . . . .

. . . . . .

ومن النافذة : صباحاً

وبروح الناسك الأولى

أرقب الكائنات كلها

وهي تخترق روحي : ذاهبة ً آيبة

وأنا أتقلّب على جنبيَّ

كما لو كنت ُ

أولدُ

للتو . . . !



2010

البصرة



من مخطوطة " ما لا يشبه الكلام الأول "

* شاعر عراقي





العـودة للصفحة الرئيسة - العددالسادس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق