" القريقية "
إلى المَسْكـُونة بهاجس الطفولة السرمدية
إلى أماني
*إدريس علوش
" ا "
تمَهّلْ ../
هذا البُرج أفقٌ للعِنَاد
مَتى كسّر الموْجُ
شظايا صمْتِه
امتدّ بَوْحِي في الحَجَرْ ..
وامتدّت يدَاي في المطَرْ ..
"ل"
تَمهّلي .. !
يا سيّدة التّكوين
في سِفْر القَلب
هـﺫا البُرج ماردٌ
لا يُجَادلُ الزّمن
- كَمِرْوَحَةٍ -
كلّمَا استهوَتْها الرّيح
رَقصتْ للسّحابْ ! ..
"ق"
تَمَهّلْ ..!
قَليلا ..!
يا رفيقَ النّوارس
فرَبُّ الولادةِ الأُولى
عَلّم البَحرَ
الرّحيل في شَطّ الغَمامْ /
ورَسَمَ في جَبيني سُحنَةَ
- امْرأةٍ -
غازَلتْ عَتبة الموتِ
فوَشّحَها القمَر
بعَبير المِلحْ ../
وعُباب الوَرْد ..
"ر"
تمَهّلي .. !
أنْتِ .. !
يا طفولةَ الحديقة الحبْلى
بالمـَسرّات ..
لِـمَ طفْلتي دسّتْ
أصبعَ الفَرح في ثَغْرها
ونَامت ../
- ألأنّ الوقْت مسَاء ؟ ..
(أمْ أنّ الجدّة روتْ حكايا الخريف
قبْل العشاء ! )
وَلْيكنْ ../
فما زال البرُج ساهرا
حَتّى يسحبَ سُدولَه ..
"ي"
تَمهّلْ .. !
إنْ شئتَ .. !
وإنْ لم تَشأ فاذْهبْ ..
فبَيْنَ الصّخْر / و القوْس
أدراجُ المسَافات ..
وَأنا ../
المُسافرُ في غفوةِ
الظّهيرة إليكِ
كُلّما اعترتني ضوضاءُ
العِشق
أرْحلُ إلى حلْمتيْكِ
فكُلّ المُدن فلوات
وَقلبك أيّتها الحبيبةُ
- مَنْفى ! -
"ق"
تمَهّلي .. !
بُرهة .. !
يا عاشقة المحَار السّوسَني
فيَدُ المجداف نُورانيّة
ووَجهي أنهكَه التعب
سَاعةَ الحِصار
ولم يبْقَ في قلبي مُتّسع
سوى لطيفكِ /
وَبقايا الإنكسَار ..
"ي"
تمَهّلي .. !
بُرهة أخْرى !
عَلّ الجدار يَنهار
لنُشعلَ فانوسَ البُرج
ونُسدل على مرأى من عيون
البــحرِ
سِتارَ الاِنتظار..
"ة"
تمَهّلْ .. !
برَبّك .. !
يا بُرجاً قد أَسميتُك سَهواً :
- الألوان عارية /
- و الأسماء زاهية ..
- لكَ النّوارس في كلّ الفصول
- لكَ فِضّة الرّمْل
- لكَ الحُوريات عند بهو الليْل
- ولكَ القصائدُ متى شاءَ
الغُروبُ !
ولي أحْزان العُشاق /
و الصّغار /
وسِرّ الجدار ..
فأنَا باقٍ على الصّمت
حتّى لو اعتَراك الخَراب
فأنا باقٍ على
" ا ..
ل ..
صّ ..
مْ ..
تِ .. "
وَطُوبَـى للبحْـرْ .
*القريقية: فضاء بحري ينتمي الى مدينة أصيلة المغربية
* شاعر مغربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق