الصفحـــــــة الرئيـســـــــــة

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

تكست - العدد السادس: " القريقية " إلى المَسْكـُونة بهاجس الطفولة السرمدية



" القريقية "

إلى المَسْكـُونة بهاجس الطفولة السرمدية

إلى أماني

*إدريس علوش

" ا "

تمَهّلْ ../

هذا البُرج أفقٌ للعِنَاد

مَتى كسّر الموْجُ

شظايا صمْتِه

امتدّ بَوْحِي في الحَجَرْ ..

وامتدّت يدَاي في المطَرْ ..

"ل"

تَمهّلي .. !

يا سيّدة التّكوين

في سِفْر القَلب

هـا البُرج ماردٌ

لا يُجَادلُ الزّمن

- كَمِرْوَحَةٍ -

كلّمَا استهوَتْها الرّيح

رَقصتْ للسّحابْ ! ..

"ق"

تَمَهّلْ ..!

قَليلا ..!

يا رفيقَ النّوارس

فرَبُّ الولادةِ الأُولى

عَلّم البَحرَ

الرّحيل في شَطّ الغَمامْ /

ورَسَمَ في جَبيني سُحنَةَ

- امْرأةٍ -

غازَلتْ عَتبة الموتِ

فوَشّحَها القمَر

بعَبير المِلحْ ../

وعُباب الوَرْد ..

"ر"

تمَهّلي .. !

أنْتِ .. !

يا طفولةَ الحديقة الحبْلى

بالمـَسرّات ..

لِـمَ طفْلتي دسّتْ

أصبعَ الفَرح في ثَغْرها

ونَامت ../

- ألأنّ الوقْت مسَاء ؟ ..

(أمْ أنّ الجدّة روتْ حكايا الخريف

قبْل العشاء ! )

وَلْيكنْ ../

فما زال البرُج ساهرا

حَتّى يسحبَ سُدولَه ..

"ي"

تَمهّلْ .. !

إنْ شئتَ .. !

وإنْ لم تَشأ فاذْهبْ ..

فبَيْنَ الصّخْر / و القوْس

أدراجُ المسَافات ..

وَأنا ../

المُسافرُ في غفوةِ

الظّهيرة إليكِ

كُلّما اعترتني ضوضاءُ

العِشق

أرْحلُ إلى حلْمتيْكِ

فكُلّ المُدن فلوات

وَقلبك أيّتها الحبيبةُ

- مَنْفى ! -

"ق"

تمَهّلي .. !

بُرهة .. !

يا عاشقة المحَار السّوسَني

فيَدُ المجداف نُورانيّة

ووَجهي أنهكَه التعب

سَاعةَ الحِصار

ولم يبْقَ في قلبي مُتّسع

سوى لطيفكِ /

وَبقايا الإنكسَار ..

"ي"

تمَهّلي .. !

بُرهة أخْرى !

عَلّ الجدار يَنهار

لنُشعلَ فانوسَ البُرج

ونُسدل على مرأى من عيون

البــحرِ

سِتارَ الاِنتظار..

"ة"

تمَهّلْ .. !

برَبّك .. !

يا بُرجاً قد أَسميتُك سَهواً :

- الألوان عارية /

- و الأسماء زاهية ..

- لكَ النّوارس في كلّ الفصول

- لكَ فِضّة الرّمْل

- لكَ الحُوريات عند بهو الليْل

- ولكَ القصائدُ متى شاءَ

الغُروبُ !

ولي أحْزان العُشاق /

و الصّغار /

وسِرّ الجدار ..

فأنَا باقٍ على الصّمت

حتّى لو اعتَراك الخَراب

فأنا باقٍ على

" ا ..

ل ..

صّ ..

مْ ..

تِ .. "

وَطُوبَـى للبحْـرْ .

*القريقية: فضاء بحري ينتمي الى مدينة أصيلة المغربية

* شاعر مغربي




العـودة للصفحة الرئيسة - العددالسادس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق